المؤلف | الطاهر وطار |
---|---|
التصنيف | أدب عربي |
القسم | روايات عربية |
اللغة | العربية |
حجم الملف | 0.88 ميجا بايت |
نوع الملف | |
التحميلات | 4760 تحميل |
رواية الشمعة والدهاليز pdf, تحميل رواية الشمعة والدهاليز pdf - الطاهر وطار, تحميل مباشر من مكتبة كل الكتب, رواية الشمعة والدهاليز مصنف في قسم روايات عربية, كتب الطاهر وطار pdf, يمكنك تحميل رواية الشمعة والدهاليز برابط مباشر فقط انقر على زر تحميل رواية الشمعة والدهاليز pdf مجاناً وسيتم التحميل فوراً دون التوجيه لمواقع اخرى |
تمتاز رواية (الشمعة والدهاليز) للروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار بتناولها الجريء والعميق والموضوعي لشخصية الجزائر وواقعها الراهن. لكنّ ما يجعل منها عملاً أدبياً متميّزاً، هو بنيتها السردابيّة التي تماهي النصّ بالواقع، وتقود اللغة والشخوص والأفعال في المتاهة نفسها التي يتحرّك الواقع داخل دهاليزها المظلمة.
ليس ثمّة شيء متشكّل في هذا النصّ، إذ لا مجال للتشكّل في الظلام الدهليزيّ الذي يلفّ كل شيء. ثمة شخصيّات وأفعال ولغة تغامر بحثاً عن مخرج أو شمعة تهتك عنها ولو قليلاً من معاناتها. وفي غمرة بحثها يختلط كلّ شيء بكلّ شيء. يختلط الماضي بالحاضر بالمستقبل، وتختلط القيم بنقائضها، ويختلط الواقع بالأسطورة.
هكذا تحاول الشخصيّات أن تستردّ ذاتها من الخراب الذي أنتجها وأنتجته، بدءاً من حرب التحرير التي خلّصت الوطن من المستمر لكنّها لم تخلّص الإنسان، وانتهاءً بالحرب التي يشنّها الجزائريّ ضدّ نفسه لكي يطرد منها الآخر الذي يستلبها ويغرّبها.
إن (هارون الرشيد)، الشاعر الذي يتحرّك، لا باسمه الشخصيّ بل بلقبه، لا يمكن في النهاية إلاّ أن يُقتل، بعد أن توجّه إليه كلّ التهم. فهو إسلاميّ وملحد وعميل أجنبيّ ومتآمر على فرنسا وعاهر ومجنون.. إلخ، وسبب قتله، في الواقع، ليس ثبوت تلك التهم عليه، بل عدم القدرة على استيعاب وجوده في الزمان والمكان. إنّه المهيض الذي يحمل حلماً على كتفيه بحجم الجزائر، والذي يصادف امرأة يحبّها في الوقت الضائع ويسمّيها (الخيرزان)، لكنّه لا ينتج من خلال حبّها السريع سوى اسئلة وهذيانات تقصم ظهره.
ما هي الجزائر؟ من هي الجزائر؟ ومتى هي الجزائر؟ هذا ما تحاول الرواية طرحه بالمغامرة في كلّ التفاصيل التي تكوّن الذات: في التراث، في العلاقة مع فرنسا، في العروبة، في البربرة، في الأسلمة، في الخراب القائم، وفي كلّ شيء.
إنّها رواية الدهاليز، لكنّها أيضاً، إذ تزجّ بكلّ مفردات الواقع في الدهاليز، وتحرّكها، إنّما تجعل من نفسها رواية الخلاص الذي هو الشمعة الوحيدة التي تطرد الدهاليز وظلامها.
عندما كتب الطاهر وطار روايته "الشمعة والدهاليز" كتبها وهو واقع تحت ضغط أسئلة مؤجلة " أسئلة التاريخ وأسئلة الواقع, أسئلة أفرزها واقع جديد. وضع حرج ومأساوي اختلط فيه الحابل بالنابل, والكاتب لا يجد حرجا في الاعتراف بأنه وضع "يحاول فهمه", وإذا كان هناك تاريخ حقيقي – يقول الكاتب- هو هذا الذي سيكتشفه القارئ, وعلى لسان الشاعر يقول "ومن لا يثور فضوله لمعرفة ما سيطر على عقول أجداده طوال خمسة عشر قرنا أبله" الرواية – واقعيا- تجسد الصراع المأساوي, الغامض, صراع الجزائري في أعماقه وفي محيطيه. في تاريخه وفي راهنه.
الرواية وما اصطبغت به من إسهاب في الوصف من تفاصيل وجزئيات حول الأشخاص والحالات والأمكنة, عمل الروائي على هندستها بما يقتضيه التخييل من لمسات شعرية وواقعية سحرية, فضاءات من الحلم كمجال ينعكس فيه الواقع, جوهر الواقع وعمقه حتى يصبح أكثر تجليا في تمشهداته المرموزة والملغوزة, مستعينا بالتاريخ لإضاءة تمزقات الراهن الجزائري من خلال إشاراته الخاطفة والمركزة إلى اللحظات الكبرى والحرجة التي عبرتها الجزائر.
رواية الشمعة والدهاليز من تأليف الطاهر وطار والحقوق الفكرية والأدبية للرواية محفوظة للمؤلف