المؤلف | بول ريكور |
---|---|
التصنيف | فلسفة ومنطق |
القسم | فلسفة معاصرة |
اللغة | العربية |
حجم الملف | 2.82 ميجا بايت |
نوع الملف | |
التحميلات | 5957 تحميل |
كتاب نظرية التأويل pdf, تحميل كتاب نظرية التأويل pdf - بول ريكور, تحميل مباشر من مكتبة كل الكتب, كتاب نظرية التأويل مصنف في قسم فلسفة معاصرة, كتب بول ريكور pdf, يمكنك تحميل كتاب نظرية التأويل برابط مباشر فقط انقر على زر تحميل كتاب نظرية التأويل pdf مجاناً وسيتم التحميل فوراً دون التوجيه لمواقع اخرى |
تحميل كتاب نظرية التأويل pdf الكاتب بول ريكور مكتبة كل الكتب
في مقدمة كتابه يرى ريكور أنّ الصراع الوحيد والواضح موجود بين التفسير والفهم، لكن رغم ذلك يعتقد ريكور أنّ هذا الصراع يمكن التغلّب عليه، إذا ما تمّ التمكّن من بيان ارتباط أحدهما بالآخر ارتباطًا جدليًّا. يقول ريكور: "إذا كان الجدل بين التفسير والفهم يوفّر مرجعًا أخيرًا لملاحظاتي، فإنّ الخطوة الأولى للسير فيه ينبغي أن تكون خطوة حاسمة؛ إذ يجب أن نعبر العتبة التي تقف وراءها اللغة بوصفها خطابًا..."
إذن، يمكننا القول إن نظرية التأويل من الموضوعات المهمة، والتي أصبح الحديث عنها اليوم أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا في وقت كثرت فيها المذاهب والطوائف كلٌّ يؤول النص كما يريد وحسب مصلحته، وفي قراءة لهذا كتاب سأتوقف عند موضوع التفسير والفهم في رأي بول ريكور؛ لما للموضوع من أهمية، في قراءة النص وتخمينه وفهمه واستنطاقه واستيعابه.
ما وراء التأويليّة الرومانسيّة:
بخصوص جدل التفسير والفهم، يقدم ريكور تحليلًا للكتابة ليكون نظيرًا لتحليل النص بوصفه عملًا من أعمال الخطاب، يقول: "ما دام فعل القراءة يشكل نظيرًا لفعل الكتابة، فإنّ الجدل بين الواقعة والمعنى الذي يشكّل جوهر بنية الخطاب، يولّد جدلًا متلازمًا له في القراءة بين الفهم والاستيعاب. إنّ الفهم يمثل للقراءة ما تمثله واقعة الخطاب بالنسبة لنطق الخطاب، وإنّ التفسير للقراءة يمثّل ما يمثّله الاستقلال النّصي واللفظي للمعنى الموضوعي للخطاب؛ لذلك تتطابق البنية الجدلية للقراءة مع البنية الجدلية للخطاب".
ويؤكد ريكور أنّه مثلما يظل جدل الواقعة والمعنى ضمنيًا يصعب التعرف عليه في الخطاب الشفوي، فمن المستحيل تمامًا تحديد جدل التفسير والفهم في الموقف الحواري؛ أي المحادثة.
يرى ريكور، وهو يتحدث عن التفسير والفهم، أنّ هناك تداخلًا بينهما، معتبرًا أنّ التفسير ميدان تطبيقه التبادلي يكون في العلوم الطبيعية، يقول موضحًّا ذلك: "حين تكون هناك وقائع خارجية ينبغي ملاحظتها ورصدها، تعرض الفروض على التحقق التجريبي، بحيث تغطي قوانين عامة مثل هذه الوقائع، وتحيط نظريات شاملة بالقوانين المتفرقة في كلٍّ نَسَقي، وتندرج العمليات الافتراضية – الاستنتاجية في تعميمات تجريبية، ثمّ يكون بوسعنا بعد ذلك أن نقول إنّنا نفسّر. والمعادل المناسب للتفسير هو الطبيعة مفهومة على أنّها الأفق المشترك للوقائع، والقوانين والنظريات، والفرضيات وعمليات التحقق والاستنتاجات
أمّا الفهم حسب ريكور فإنّ ميدان تطبيقه الأصيل هو العلوم الإنسانية، يقول شارحًا ذلك: "للعلم علاقة بتجارب ذوات أخرى أو عقول أخر مشابهة لعقولنا وذواتنا، وهي تعتمد على انطواء أشكال التعبير من نوع أسارير الوجه والإيماءات والعلامات اللفظية والكتابية على معنى، كما تعتمد على الوثائق والنصب، التي تشترك مع الكتابة..."
إنّ الثنائية بين الفهم والتفسير في التأويلية الرومانسية هي ثنائية إبستمولوجية وأنطولوجية معًا، فهي، حسب ريكور، تضع في مقابلة منهجيتين وعالمين من الواقع والطبيعة والعقل، وليس التأويل بطرف ثالث، ولا هو، باسم الجدل بين التفسير والفهم، فهو يقول: "بل التأويل حالة خاصة من حالات الفهم، هو الفهم حين يطبّق على تعبيرات الحياة المكتوبة، وفي نظرية للعلامات تغضّ الطرف عن الفرق بين الكلام والكتابة، وقول كل شيء لا يؤكد على جدل الواقعة والمعنى، يمكن توقّع أن يظهر التأويل بوصفه مجرد مقاطعة ملحقة بإمبراطورية الاستيعاب أو الفهم" كما ذهب ريكور إلى أن هناك توزيعًا مختلفًا لمفاهيم الفهم والتفسير والتأويل قوامه أنّ الخطاب إذا أنتج بوصفه واقعة، فإنّه يفهم بوصفه معنى. هنا يستند الفهم المتبادل إلى الاشتراك في عالم المعنى نفسه.
يوضّح ريكور ذلك بقوله: "ففي مناقشة شفوية، على سبيل المثال، يجد الانتقال إلى حياة نفسية غريبة دعمه في التطابق في عالم المعنى المشترك، وبذلك يكون جدل التفسير والفهم قد بدأ، وهكذا يشكّل معنى الناطق ومعنى النطق عملية دائرية، وينبثق تطوّر التفسير كعملية مستقلة بذاتها من تخارج الواقعة والمعنى، الذي يكتمل بالكتابة وقوانين الأدب التوليدية، وهكذا يميل الفهم، الذي هو أكثر اتجاهًا نحو الوحدة القصدية للخطاب، والتفسير الذي هو أكثر اتجاهًا نحو البنية التحليلية للنص، إلى أن يصيرا قطبين متميزين في ثنائية متطورة"
إذن، فمصطلح التأويل حسب ريكور لا ينبغي أن يطبّق على حالة فهم جزئية منفردة؛ أعني التعبيرات الحياتية المكتوبة، بل على كامل العملية التي تحيط بالتفسير والفهم، يقول: والتأويل بصفته جدل التفسير والفهم أو الاستيعاب يمكن إرجاعه إلى المراحل الابتدائية من السلوك التأويلي الذي يعمل في المناقشة أصلًا، وفي حين يصح أن الكتابة والتأليف الأدبي وحدهما يقدّمان تطويرًا كاملًا لهذا الجدل، فلا ينبغي الإحالة إلى التأويل بوصفه إقليمًا من أقاليم الفهم"
يضيف أيضًا: "ومن أجل تقديم عرض علمي لجدل التفسير والفهم، كمرحلتين من عملية فريدة، أقترح وصف الجدل أولا كنقلة من الفهم إلى التفسير، ثم كنقلة من التفسير إلى الاستيعاب؛ في المرة الأولى، سيكون الفهم إمساكًا ساذجًا بمعنى النص ككل، وفي المرة الثانية، سيكون الاستيعاب نمطًا معقّدًا من الفهم، تدعمه إجراءات تفسيرية. في البداية، الفهم مجرّد تخمين، وفي النهاية، يرضي الفهم مفهوم التملّك. سيبدو التفسير، إذن، بوصفه وساطة بين مرحلتين من الفهم. فإذا عزل عن هذه العملية العينيّة فسيكون مجرّد صنيع للمنهجية"
كتاب نظرية التأويل من تأليف بول ريكور والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف