المؤلف | إميل سيوران |
---|---|
التصنيف | أدب مترجم |
القسم | نقد أدبي مترجم |
اللغة | العربية |
حجم الملف | 4.98 ميجا بايت |
نوع الملف | |
التحميلات | 3814 تحميل |
كتاب تاريخ ويوتوبيا pdf, تحميل كتاب تاريخ ويوتوبيا pdf - إميل سيوران, تحميل مباشر من مكتبة كل الكتب, كتاب تاريخ ويوتوبيا مصنف في قسم نقد أدبي مترجم , كتب إميل سيوران pdf, يمكنك تحميل كتاب تاريخ ويوتوبيا برابط مباشر فقط انقر على زر تحميل كتاب تاريخ ويوتوبيا pdf مجاناً وسيتم التحميل فوراً دون التوجيه لمواقع اخرى |
شبح سيوران يتجوّل في «تاريخ ويوتوبيا»
يرتدي سيوران إميل (1911 - 1995)، في هذا المؤلف «تاريخ ويوتوبيا»، الصادر عن دار الجمل، والذي قام بترجمته آدم فتحي، ثوب الشاعر والفيلسوف والباحث في أعماق التاريخ، ليأتي الكتاب أكثر نضجاً، غير أن الغموض الذي يلف كثيراً من نصوص سيوران له ما يبرره جهة النشأة والظروف المحيطة في زمان الشموليات، ولأن النقاد قد درجوا على أخذ الجملة الأخيرة من كل كتاب، أو على تصيد ما يظنونه نقاط ضعف في النظم الفلسفية، فقد سارعوا إلى وصفه بفيلسوف العدم، دون النظر إلى ذلك المحيط الذي شكل نوعاً معيناً للكتابة، ودون الانتباه إلى السياق الذي جاءت فيه نصوص سيوران عقب البنى والأشكال التقليدية للفكر الغربي، لقد كان انفصاماً كبيراً مع السرديات والمحكيات الكبرى، لينفتح الطريق أمام فلسفة أخذت ذلك الطابع وتعود في تأثيرها في غالبها إلى نصوص الفيلسوف الكبير فريدريك نيتشه، وهذا الأثر يتجذر عميقا في نصوص سيوران وكثير من الفلاسفة المعاصرين، هذا ما سنلمحه في «رسالة إلى صديق بعيد»، وهو عنوان الفصل الأول من الكتاب، غير أن الأساليب التعبيرية تأخذ منحاً آخر عند سيوران عندما يطلق العنان للتكثيف الفلسفي الشاعري، في كتاباته فهو يحدث مزاوجة بين الفلسفة والشعر، لتكون النتيجة نصوصاً مختلفة، ممتعة وغامضة وساخرة وحزينة وربما كذلك متشائمة، فسيوران يمارس قدراً كبيراً من السخرية، من كل شيء، وعلى وجه الخصوص من فكرة الحياة، من أوجاعها وعبثيتها وبالتالي من فكرة الموت، لقد عاش بائساً وللمفارقة مات كبيراً في السن، وكأن الحياة تقول له:«أنا ثمرة كبيرة ومرة، ليس عليك فقط أن تتذوقني، لا بل أن تأكلني بالكامل»!، ولكأنها تمارس انتقاماً ملعوناً من تلك السخرية وذلك الذم الذي مارسه حيالها سيوران، ولئن كشفت لنا هذه النصوص الموجعة والمؤجلة في كتاباته عن شاعر وفيلسوف فالذي لم ننتبه إليه هو ذلك الروائي العظيم الخارق لعادات السرد، أو فلنقل هو مبدع جنس جديد يجمع بين كل ذلك، متحرراً من اثقال التصنيف، لشابه ذلك موقفه في الحياة ومنها، ذلك الرافض لكل سلطة، لينتقل هذا الجنس الإبداعي الأدبي كالعدوى نحو نصوص فلاسفة ومفكرين تأثروا بهذه الأسلوبية البديعة، وذلك ليس غريباً على سيوران الذي طالما صرح بتفضيله أن يكون مؤلف أوبريت على أن يكون صاحب مؤلفات في لغة غير مفهومة، في إشارة لحبه للموسيقى والشعر، وربما أن هذه الأسلوبية التي يكتب بها تعني أن سيوران قد حسم أمره، لتأتي هذه الأسلوبية الموظفة في نصوصه الفلسفية، وهو لا يكتفي بذلك بل يصب جام غضبه على التصنيفات ليحكم بوهن كل النظريات الخاصة بالأجناس الأدبية، لذلك فهو يتحرر منها.
كتاب تاريخ ويوتوبيا من تأليف إميل سيوران والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف