البحث في علوم الإعلام والاتصال : من الأطر المعرفية إلى الإشكاليات البحثية pdf

ليس من السهل و البديهي القيام ببحث علمي، خصوصا في مجال حديث ومتشعب كمجال علوم الإعلام والإتصال. فإن المسائل التي يتناولها الباحثون هي في الغالب مألوفة لديهم، وهذه الإلفة هي عائق حقيقي أمامهم، لأنها تفصلهم عن الاحساس العام وتمنعهم من إحداث التغيير في النظرة، والخروج من التغرب والأحكام المسبقة.

فالباحث المبتدىء لايستطيع أن يتحول ببساطة، ومن يوم لآخر الى صانع ومنتج أو ناقد للمعارف التي غرق لفترة طويلة في تلقّيها و استيعابها ، وهنا يحصل تبدل مفاجىء في العلاقة مع المعرفة من المستحيل أن يتم دون صعوبات.

من جهة أخرى، لا ننسى أن البحث العلمي يفترض ثقافة علمية واسعة الى أبعد الحدود، ليتمكن الباحث من تجاوز كل الصعوبات المنهجية، مع اكتساب التقنيات التي تمكنه من ذلك.

وللخطاب الأكاديدمي حول المنهجية البحثية في علوم الاعلام والاتصال نقاط ضعف كثرية، منها أنه يحث الباحث المبتدىء على أن ينغلق في أطر وعادات روتينية مريحة، ذات مردود علمي محدود. 

فالمنهجية "الصالحة" تشترط الالتزام بالقواعد، والخضوع لكل أشكال المتابعة والتجريب، واستخدام الوسائل المناسبة، لتحقيق المعرفة والنتائج المرجوة، في حين أن الأعمال المتميزة والتي تسفر عن نتائج ثرية علميا وبحثيا أكثر من غيرها ، رغم نواقصها، هي التي ترتكز على أفكار وأساليب غير تقليدية.

كتاب البحث في علوم الإعلام والاتصال : من الأطر المعرفية إلى الإشكاليات البحثية من تأليف مي العبد الله والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف