المؤلف | محمد مصطفوي |
---|---|
التصنيف | علم الأديان |
القسم | مقارنة أديان |
اللغة | العربية |
حجم الملف | 5.82 ميجا بايت |
نوع الملف | |
التحميلات | 1230 تحميل |
كتاب الدين والأسطورة : دراسة مقارنة في الفكر الغربي والإسلامي pdf, تحميل كتاب الدين والأسطورة : دراسة مقارنة في الفكر الغربي والإسلامي pdf - محمد مصطفوي, تحميل مباشر من مكتبة كل الكتب, كتاب الدين والأسطورة : دراسة مقارنة في الفكر الغربي والإسلامي مصنف في قسم مقارنة أديان, كتب محمد مصطفوي pdf, يمكنك تحميل كتاب الدين والأسطورة : دراسة مقارنة في الفكر الغربي والإسلامي برابط مباشر فقط انقر على زر تحميل كتاب الدين والأسطورة : دراسة مقارنة في الفكر الغربي والإسلامي pdf مجاناً وسيتم التحميل فوراً دون التوجيه لمواقع اخرى |
يسود الاعتقاد الشائع عند العامة أن الأسطورة كلمة مرادفة للخرافة, وهذا الكلام صحيح إلى حد ما, غير أنه كلام غير دقيق من الناحية العلمية, إذ أن الأسطورة في الدراسات الحديثة والمعاصرة قد تعني وتدلل على معان مختلفة لا تعني بالضرورة أنها مرادف للخرافات والأباطيل, فالأسطورة عند المختصين من علماء الميثولوجيا على سبيل المثال, تعني حكاية أو قصة تلعب فيها الآلهة أدوارًا رئيسية.
وبحسب الكتاب ونقلًا عنه, فهو يورد في معجم لالاند الفلسفي أربعة معاني ومفاهيم للأسطورة, وبعد التعريف, يستعرض مفهوم الأسطورة وكيفية تناول تعريفها وتحليلها ومقاربتها من عدة تخصصات علمية مختلفة, فيورد كيفية تناولها من قبل علماء الأنثروبلوجيا, وعلماء النفس ومن ثم اللاهوتيين والمتكلمين.
وعليه فإن الأنثروبولوجي (برونسلاف ماليونفسكي) يقرر: أن الأسطورة ليست فلسفة أو معرفة بدائية كما أن المعارف الرائجة لدى القبائل البدائية ليست معارف انتزاعية ومجردة عن الحقائق. مثلما أن الأسطورة عند ماليونفسكي ليست نظامًا رمزيًا بل إنها تعبيرات عن موضوعاتها الواقعية, كما أن ماليونفسكي يقول أننا يجب أن نعتبر الأسطورة جزئًا لا يتجزأ من الحضارة الإنسانية ولا ينبغي اعتبارها قصصًا خرافية وواهية بل على العكس تمامًا إنها قوى فعالة ومؤثرة لتحقيق المقاصد والآمال الاجتماعية, كما أن الأسطورة ليست حكاية عادية أو محاولة للتفسير العلمي في شكله البدائي.
ولما كانت الأسطورة ذات صلة وثيقة بالمقدس فإن (مرسيا إلياد) تفرد عن بقية الباحثين المعاصرين له في تاريخ الأديان بإنه نفى أن يكون المقدس مرحلة من مراحل الوعي, بل إنه عنصر من عناصر بنيته, بل إن العالم هو حصيلة علمية جدلية يطلق عليها اسم عملية تجلي المقدس وظهوره, فالمسلك الأسطوري عند إلياد بدأ من بداية الزمن ولم ينقطع عن الاستعمال فالإنسان المعاصر شأنه شأن الإنسان البدائي يتوسل المسلك الأسطوري لتكريس أفكاره وتصوراته, وقد توسع مرسيا إلياد في مفهوم الأسطورة ليشمل كل ما أضفي عليه سمات التبجيل والتعظيم.
يقودنا تحليل إلياد في الأسطورة والمقدس فيما يخص توسل الأسطورة في تكريس وتفسير الأفكار والتصورات وكذلك أحد تعريفات لالاند لها, يوقدنا إلى الأب الروحي لعلم النفس التحليلي سيمغموند فرويد الذي توسل عدة أساطير ووظفها في شرح نظرياته في الجنسانية, كأسطورة أوديب - والتي عرفت بعد تحليل فرويد بعقدة أوديب - , وأسطورة نرسيس, والأسطورة الطوطمية وغيرها.
على أننا نرى وجهة نظر أخرى من زميل فرويد – والذي انشق عنه وخالفه لاحقًا – كارل غوستاف يونغ, الذي أبدى موقف الحائر, حيث رأى أن كل المحاولات التي بذلت لتفسير الأسطورة لم تساهم في فهمها, بل على العكس زادت في الابتعاد عن جوهرها وزادت حيرتنا حولها, فلأسطورة حسب يونغ ممتنعة عن الإدراك بوصفها متاهة عظمى.بعد أن يكمل المؤلف تناول علماء الانثروبلوجيا وعلماء النفس وبعض اللاهوتيين للأسطورة, ينتقل للشطر الثاني في مبحثه, فيعرض بنظرة تاريخية خاطفة كيفية تناول مفهوم الدين في الثقافة الغربية من العصور الوسطى إلى ما بعد الحداثة.
وهنا أنتقي أجمل ما وقعت عليه في استعراض المؤلف التاريخي, الذي أحسب أنه أجمل تصوير ما بعد حداثي للدين, من عالم الاجتماع ماكس فيبر, الذي عدَّ العقلانية تقتضي الاتجاه التوحيدي في الدين, وهو ما يراه فيبر في كل من اليهودية والإسلام دون المسيحية. وينقل المؤلف عن فيبر قوله: "لا أحس بالحاجة لهذا الأمر [أي الدين] , ولست أملك القدرة على بناء قصور روحانية دينية في داخلي, ورغم كل ذلك كلما سبرت أغوار نفسي وجدت أني لست معاديًا للدين, ولا ملحدًا" بعد الحديث عن الدين في الثقافة الغربية ينطلق الكاتب إلى مقاربة الدين في الثقافة الإسلامية, وهذه المقاربات هي مقاربات الفلاسفة والمتكلمين والمتصوفين الإسلاميين مرورًا إلى المقاربات التي تصورها دعاة الإصلاح إبان فترة الصحوة الإسلامية وصولًا إلى القراءات الحديثة, ويمدنا المؤلف بثلاثة نماذج هم: محمد أركون ونصر حامد أبو زيد وعبد الكريم سروش.
وختامًا ينتقل الكاتب إلى الأسطورة في ومقارباتها وكيفية تناولها في السياق الإسلامي.التعامل مع الدين سلاح ذو حدين: فهو خطر وخلاص في وقت واحد، لانه كما يملك امكانية وقابلية التدمير الرهيب فهو قادر على البناء والحياة ويملك مفتاح السعادة النفسية والمجتمعية للانسان. كما لا شك بأن الاسطورة لعبت ولا يزال تلعب دوراً مهماً في صياغة الفكر وادارة الحياة العملية للانسان ولها صلة قربى بفهم الدين وقضاياه, وذلك من خلال الاجابة على اسئلة . تتعلق بالكون, وما فوق الطبيعة,المجتمع وعالم النفس. من هنا فان دراسة الموضوعين معاً تفتح نافذة على الحقيقة بمفهومها الفلسفي, الاجتماعي, الديني والانساني.
كتاب الدين والأسطورة : دراسة مقارنة في الفكر الغربي والإسلامي من تأليف محمد مصطفوي والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف