مدخل في فلسفة القانون pdf

حين أتاح لي الزمن والقدر العودة إلى الذات والتحرر من قيود العمل الوظيفي، كان أول ما فكرت فيه هو العودة إلى البحث القانوني الفلسفي، فكان اللقاء في كتاب عن "فلسفة القانون"، رأى النور قبل أكثر من عقد ونصف من الزمن.

وقلبت أوراق أفكاري وأيامي، وفي الزمن الضائع قرأت وكتبت وتأملت في الحياة وفي القانون والدولة، فبان لي أن العودة إلى فلسفة القانون أمر لا بد منه وإن الإكتفاء بكتاب واحد يرفضه التأمل في حياة الإنسان عبر قانون الإنسان، فكان اللقاء الثاني في كتاب عن "فلسفة القانون" أردت فيه طرح الكل في فلسفة القانون وشق طريق لبلوغ معطيات وحقائق هذا الكل الفلسفي.

مسيرة طويلة عبر القانون وفلسفته دعتني، رغم ذلك، إلى المزيد من إلقاء ضوء على صفحات جديدة متجددة من كينونة القانون ومعى العدالة، ليكون القانون في أبعاده وغاياته وأسسه في متناول كل إنسان - مواطن وأمام كل إنسان - حاكم، فالحكم بالقانون وطاعة القانون تحتضنهما سلطة شرعية أرادها المواطنون وقانون صاغه العادلون، فكان لقاء ثالث مع "مدخل" في فلسفة القانون، يعني المواطن وطالب القانون.

وإذا كان من الحق والمنطق أن تكون "فلسفة القانون" للمتخصصين والضليعين في القانون فإنها تكون وستكون أكثر جدوى لكل مواطن مهما كان موقعه، حين يعرف قانون وضعه وعدالة تصرفاته، فالقانون ليس كلمة تقال ولا شعار يرفع وإنما حياة تعاش بحرية وعدالة.

وفي هذا الكتاب - المدخل لم تحد عن التمسك بالأسلوب العلمي في البحث والعرض، إلا أننا تبنينا "التبسيط العلمي" شكلاً ومضموناً وتناولاً، لكي تكون أبواب فلسفة القانون في متناول الجميع: رجال القانون والسياسة، المثقفون والمواطنون، وطلاب المعرفة القانونية والفلسفية.

وفي عالم يريد أن ينسى أو يتناسى قانون العدالة وعدالة القانون ويكاد يفقد جوهر إنسانيته وأخلاقية قيمه كتبنا هذا المؤلف بروح الإيمان بالفلسفة وبالقانون، فطالما شغلا طويلاً أيامنا؛ فزادتنا الفلسفة إيماناً بالإنسان وزادنا القانون إيماناً بالعدالة.

كتاب مدخل في فلسفة القانون من تأليف منذر الشاوي والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف