المؤلف | مصطفى لطفي المنفلوطي |
---|---|
التصنيف | أدب عربي |
القسم | روايات عربية |
اللغة | العربية |
حجم الملف | 6.95 ميجا بايت |
نوع الملف | |
التحميلات | 9541 تحميل |
رواية ماجدولين pdf, تحميل رواية ماجدولين pdf - مصطفى لطفي المنفلوطي, تحميل مباشر من مكتبة كل الكتب, رواية ماجدولين مصنف في قسم روايات عربية, كتب مصطفى لطفي المنفلوطي pdf, يمكنك تحميل رواية ماجدولين برابط مباشر فقط انقر على زر تحميل رواية ماجدولين pdf مجاناً وسيتم التحميل فوراً دون التوجيه لمواقع اخرى |
هذا الكتاب رواية للأديب الفرنسيّ "ألفونس كار Alphonse Karr" (1808 - 1890) بعنوان "تحت ظلال الزيزفون Sous les tilleuls) كتبها في السنة 1832م، وعرّبها المنفلوطي بعنوان "ماجدولين أو تحت ظلال الزيزفون".
وهي قصة تقرأ من صفحات الحياة المؤثرة نسجها ألفونس كار فأبدع تعريبها مصطفى المنفلوطي ليطلع القارئ العربي على هذا العمل الذي يجمع بين سمتي الأدب العالمي والأدب الغربي، والأدب العربي بعباراته ومعانيه المعبرة وذلك من خلال أسلوب المنفلوطي.
صيغت هذه الرواية بأسلوب جديد مبتكر، هو أسلوب الرسائل، معتمداً على الخيال، والإستطرادات في وصف الطبيعة التي أحبّ، وقضى آخر أيامه بين أحضانها في حديقة كان قد اهتمّ بها، واعتنى بأغراسها وأزهارها؛ تدور هذه الرواية حول فتّى غريب الأطوار، فقير، حيي، يحبّ المطالعة والإعتزال، يُدعى "استيفن" أحبّ "ماجدولين" ابنة صاحب المنزل الذي كان يسكنه وأحبّته، متعاهدَين على أنّ هذا الحب سيدوم إلى الأبد، عندئذٍ تغيّرت نظرة الفتى إلى الحياة، وتبدّدت وحدته، وصار همّه الوحيد أن يرى وجهها البسّام، أو يسمع صوتها ليغتبط، ويسترسل بأحلامه.
واستمرّت اللقاءات: في الحديقة، أو على شاطئ النهر، أو على قارب في البحيرة حيث يتبادلان أحاديث الهوى، وينظران إلى مستقبل زاهر بالسعادة والهناء... ولكنّ السعادة سرعان ما دكّت معالمها منذ عرف "مولر" والد الفتاة بالأمر، فكتب إلى الفتى رسالة يطلب منه فيها مغادرة المنزل فوراً، فحاولت "ماجدولين" إقناع والدها بالعدول عن قراره، ولكن دون جدوى. تألّم الحبيبان كثيراً، ولكن لا بدّ من الإذعان... فجاءت "ماجدولين" لتودّعه وتصارحه بأنّها تحبّه، وستتزوّجه مهما كانت الظروف... فرمقها "استيفن" بعين دامعة، وقال بأن سفرته ستطول، ولا بدّ من أن تزوّده بشيء يتذكّرها به؛ فقصّت له من شعرها خصلة، فبادلها بالمثل، فنسجته خاتماً، ووضعته في إصبعها...
وقبيل الرحيل، قصد الحديثة مودّعاً أغراسها وأزهارها وقطف باقة من الزهر وضعها على المقعد الذي كانت تجلس عليه، ورحل... وكم كان الفراق أليماً بين العاشقَين، ورغم التأسّي والتصبّر كانت الرسائل تزيد الهمّ والغمّ، فيتعزّون بأنّ هذا الليل سوف ينجلي، ويطلع فجر جديد نلتقي فيه من جديد، وإلى الأبد...
وممّا زاد الطين بلّة هو أنّ والد "استيفن" أراد أن يزوّج ابنه من فتاة ثريّة، فأقام حفلة رقص في بيته، وأمره أن يرقص مع الفتاة التي اختارها له، فأذعن مكرهاً، وما إن انتهى حتى خرج إلى الحديقة يفكّر بمحبوبته، وسيّدة أحلامه... ولمّا شعر بغضب والده، ترك البيت مفتّشاً عن عمل يوفّر له الحرّيّة والحياة على هواه؛ فتعلّم الموسيقى، وبرع فيها... وتوالت عليه الرسائل من "ماجدولين" ومن صديقه "إدوار" الذي ضحّى بنفسه من أجله حين أقدم عليه رجل يقول له: "أأنت إدوار"؟ فقال "استيفن": "نعم"؛ فكلمه قائلاً له: "هذا جزء مغازلتك لزوجتي والعبث بشرفي"، ودعاه للمبارزة، فخرج "استيفن" منها جريحاً، ولكنه لم يندم على فعلته لأنّه - بعرفه - قد أنقذ صديقه...
وذام يوم، حلّت "ماجدولين" مع أبيها ضيفة على صديقتها "سوزان"، فأطلعتها على ما لديها من حلّى وجواهر، وتمنّت لها لو تفوز بحبّ رجل غنيّ يسعدها بحياتها، فأخبرتها عن حبّها "لاستيفن" فلامتها لشدّة فقره، واستطاعت أن تقنعها فيما بعد بان تتزوّج "إدوار" نسيبها الذي استطاع أن يجني ثروة بالغش والإحتيال.
ولمّا وُفّق "استيفن" في عمله أعدّ العدّة لبناء بيت جديد يليق بمحبوبته، محاطاً بحديقة مزروعة بأزهار البنفسج التي تحبّها "ماجدولين"... ولما ذهب ليطلعها على الخبر، اشترى لها خاتماً للخطبة يكون مفاجأة لها؛ ولكن إن ما دخل حديقتها حتى وجدها مرتمية في حضن "إدوار" فجن جنونه، وخاصّة بعد أن أرى في إصبعها غير الخاتم الذي نسجته من شعره، مدّعية إذ ذاك أنّه سيقى في إصبعها إلى آخر حياتها... ولمّا حاول "إدوار" التدخّل قال له "استيفن": "حتى أنت يا بروتس".
وأخيراً عاد "استيفن" أدراجه، يتخبّط في يأسه، ولا يدري ما يفعل، فأخذ يراسل "ماجدولين" ولكن دون جواب، عندئذ تيقّن أنها ستتزوّج من "إدوار"، وأنّه انتهى من تفكيرها؛ فذهب سرّاً، وحضر حفلة الزفاف، ممنّياً نفسه بعودتها إليه، ولمّا انتهيت مراسم الزواج أصابه الذهول، واعتلّ جسمه، فأدخل المستشفى، ولمّا علمت "ماجدولين" بأمره ذهبت مع "إدوار" لعيادته... وما إن رآها حتى قال لها: "هلمّ إلى الكنيسة لعقد قراننا"، وما إن تناول يدها ليقبّلها حتى لمح الخاتم الماسيّ في إصبعها، فعاد إلى رشده وقال: "لا يحقّ لي تقبيل يدها لأنّها ليست لي"، وجعل يبكي؛ فبكت "ماجدولين" أيضاً، وانصرفت.
ولمّا شفي "استيفن" من علّته، وعدل عن فكرة الإنتحار التي راودته انصرف كليّاً إلى الموسيقى، فلمع نجمه وتألّق؛ أمّا "ماجدولين" فبعد أن قضت أيّامها الأولى بسعادة وهناء، أصابها قلق نفسيّ وخاصّة بعد أن بدّد "إدوار" ثروته في الشراب والقمار، وبعد أن رأت "استيفن"، وبثّته أشواقها ولكنّه لم يستضعف أمامها مؤكّداً لها أنّ الماضي قد طُويت صفحته إلى غير رجعة؛ ورغم ذلك فقد زارته في بيته، ورأت الغرفة الزرقاء التي كان قد وعدها بها، فشعرت بالندم والخسران الذي لن يعوّض؛ فشكت أمرها إلى "سوزان"، وباحت لها بأنّها لا تحبّ إلا "استيفن"، وهو بالمقابل يحبّها، ولكنّ أنفته تمنعه من أن يعود إليها.
وإثر إفلاس "إدوار" سافر إلى أميركا حيث انتحر تاركاً وراءه "ماجدولين" وقد حملت منه؛ يئست "ماجدولين" من حياتها، وخاصة بعد أن كشفت حبّها الأصيل "لاستيفن" الذي رفض أن يتمتّع بفضلات غيره، فآثرت الموت غرقاً في النهر بعد أن أوصت حبيبها الأوّل بطفلتها الصغيرة؛ ولكن "استيفن" بعد أن تحقّق من موتها، وقراءة وصيّتها انصرف إلى الموسيقى، وأنشد مأساة حزينة، ثم أسلم الروح، فدفن مع "ماجدولين" في قبر واحد بعد أن فرقّتهما الحياة.
ولعلّ الهدف من كتابة هذه الرواية هو تصوير الحياة القرويّة القائمة على البساطة، والمفعمة بالحبّ الصادق، والإخلاص النادر، والصداقة القائمة على أسس ثابتة، لا تزحزحها العواصف مهما اشتدّت، وهي، أنّها من أصول التعاون بين الناس، وهي كنز لا يفنى، وخيانتها جريمة لا تُغتفر...
قامت شهرة المنفلوطي على رواياته المعرّبة أكثر من قصصه المؤلّفة، بالرغم من أنّه لم يتقن أيّ لغة أجنبيّة، ولكن كان يكلّف أصدقاء له بترجمة الروايات، ثم يعيد صياغتها بأسلوبه الخاص، مضيفاً ما يحلو له، وكأنّه يريد أن يظهر قدرته البيانية، وغنى مفرداته؛ وكثيراً ما كان يستعمل ألفاظاً لا تفهم إلاّ بالرجوع إلى المعاجم؛ أضف إلى ذلك مداخلته في النصح والإرشاد بلهجة تهكّمية... ولكن الذي أبدع فيه هو وصف الطبيعة، إذ استطاع أن يحلق جوّاً مماثلاً لما أراده المؤلف، عاشق الطبيعة.
رواية ماجدولين من تأليف مصطفى لطفي المنفلوطي والحقوق الفكرية والأدبية للرواية محفوظة للمؤلف