تحميل كتاب


مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية pdf


مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية
المؤلف يورغن هابرماس
التصنيف فلسفة ومنطق
القسم فلسفة العلوم
اللغة العربية
حجم الملف 6.43 ميجا بايت
نوع الملف pdf
التحميلات 1844 تحميل
كتاب مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية pdf, تحميل كتاب مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية pdf - يورغن هابرماس, تحميل مباشر من مكتبة كل الكتب, كتاب مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية مصنف في قسم فلسفة العلوم, كتب يورغن هابرماس pdf, يمكنك تحميل كتاب مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية برابط مباشر فقط انقر على زر تحميل كتاب مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية pdf مجاناً وسيتم التحميل فوراً دون التوجيه لمواقع اخرى
وصف الكتاب

الكتاب الذي بين أيدينا لمؤلفه يورغن هابرماس يدخل في إطار الجدل القائم حول التقنية الوراثية التي تتطور بسرعة وتحمل مع تطورها الكثير من الأسئلة التي تتعلق بالوجود البشري ورؤيته لذاته ولمستقبله وماضيه.
يتساءل هابرماس في بداية الكتاب "هل يحق للفلسفة أن تدافع عن التحفظ الذي تتخذه تجاه مسائل جوهريّة تتعلق "بالحياة الصالحة" أو بما يجب على الإنسان عمله كي لا يفسد حياته. هل يمكن للفلسفة أن تتخذ ذات التحفظ تجاه المسائل المطروحة في أخلاقيات النوع الإنساني (أو الجنس البشري؟). 
يطرح هابرماس هذا السؤال وهو يعي أن الفلسفة، خصوصا بعد الميتافيزيقيا، لم تعد تزعم أنها تقدم أجوبة لها قوّة الإلزام عن أسئلة تتناول نمط الحياة الشخصية أو حتى الجمعية.

هل من وجود لإجابات ما بعد ميتافيزيقية عن السؤال عن "الحياة العادلة"؟
هذا هو عنوان الفصل الأول من الكتاب الذي يبدأه هابرماس في محاولة فهم للنظرة المعيارية حيث كانت هذه النظرة للكون والحياة والإنسان هي السائدة طول التاريخ من اليونان والديانات الكبرى وحواضر القرون الوسطى حيث كان هناك باستمرار "نموذج" يعطي مؤشرا للحياة التي يجب عيشها. 
إلا أنه مع التحولات الاجتماعية المطّردة فإن مدة صلاحية الحياة الأخلاقية هذه أخذت تنفد بسرعة. وصولا إلى العصر الليبرالي حيث أصبحت قيمة الفردية هي القيمة السائدة ولم يعد من الممكن فرض نموذج محدد على الآخرين حتى ولو كانوا الأكثرية.

هل يعني هذا أن النظرة المعيارية فقدت أي دور توجيهي اليوم؟ يرى هابرماس أن الفلسفة العملية في أيامنا لا ترفض كل اعتبار معياري. إلا أنها تحصرها عامة في مسائل العدالة. إذ تهتم بشكل خاص بإيضاح وجهة النظر الأخلاقية التي لا تنقطع من خلالها عن تقييم الأعراف والأعمال الخاصة حين يتعلق الأمر بتحديد ما هو في مصلحة كل منا وما هو في الوقت نفسه في مصلحة الجميع.

بعد نقاش مطول للنظرية الأخلاقية والممارسة الأخلاقية وما حدث بينهما من انفصال وبعد نقاش لرؤية كيركجارد الأخلاقية يصل معه هابرماس إلى نظرة أخلاقية تجيب عن سؤال الحياة التي تخلص من الفشل. وهي تتمثل في صيغة عامة حول طرق قدرة الإنسان أن يكون ذاته لا بوصفها أوصافا تتناول الجوهر، بل كونها تشكّل قيمة معيارية وقيمة توجيه. هذه الأخلاقية هي التي تلبي شروط تعددية رؤى العالم.

نحو نسالة ليبرالية؟ النقاش حول فهم الجنس البشري لأخلاقياته :في الفصل الثاني من هذا الكتاب يستعرض هابرماس التطور الهائل الذي تم إنجازه في مجال الهندسة الوراثية انطلاقا من 1973العام الذي تمكن فيه الباحثون من فصل وإعادة دمج مكونات الجينوم ، ثم استخدام التلقيح الاصطناعي منذ 1978.طبعا كل هذه التطورات مثيرة للجدل والاستفهام. الجدل اليوم على أشده بين الجمعيات العلمية التي ترغب في أن تكون لحرية البحث الدرجة الأولى من الاعتبار باعتبار أنها الطريقة السليمة ليتابع الجنس البشري مسيرة التطور. 

فيما تقف الأصوات الأخرى من منظمات إنسانية وأخلاقية في صف منع أي بحث علمي يهدد مستقبل الكائن البشري. التدخل الوراثي بهدف العلاج لا خلاف عليه تقريبا. الخلاف يكمن في أن يتم التحكم في مواصفات الكائن الجديد من قبل آخرين، أهله أو غيرهم. وهذا ما يعبر عنه هابرماس بقوله "نسالة سلبية" و"نسالة إيجابية" وفق مقاييس محددة سلفا.

النسالة الليبرالية بتعبير هابرماس هي النسالة التي تنتج بناء على التفضيلات الفردية لصناع السوق الذين يختارون، وفق غاياتهم، التدخلات التي تعد للتدخل في السمات الوراثية. وهذا يعني أن تحدد مقاييس السوق مواصفات إنسان المستقبل ، وهذا ما يعبر عنه هابرماس ب "النسالة الليبرالية". 
يتساءل هابرماس في آخر الفصل الثالث عن المستقبل البشري لو تحققت النسالة الليبرالية، أي النسالة التي يتم اختيار مواصفاتها وتحديدها للتوافق مع معايير السوق الحرة، هل يمكن للأجيال القادمة أن تتعود ألا ترى نفسها الفاعلة بشكل كامل للحياة التي تحياها وأن لا تُسأل (بضم التاء) عن حياتها بوصفها الفاعلة فيها. كيف يمكن لهم تحمل مسؤوليتهم وهم يعلمون أن إنسانا آخر قد برمجهم. كيف يمكن محاسبتهم قانونيا؟ كل هذه أسئلة يجب الوقوف عندها مطولا.

الإيمان والمعرفة :
"الإيمان والمعرفة" عنوان الفصل الرابع من هذا الكتاب بعد أن كان الفصل الثالث عبارة عن هامش على الفصل الثالث. مع تقدم المعرفة الوراثية أثير جدل كبير حول العلم من جهة المؤمنين المنطلقين من وجهة دينية ومن آخرين يناقشون تمادي العلم وانقلابه على الإنسان بحيث لم يعد العلم في خدمة الإنسان بقدر ما أصبح الإنسان في خدمة العلم. 

مما زاد حدة هذا الجدل أحداث الحادي عشر من سبتمبر المعنونة بعنوان الدين من قبل الانتحاريين القتلة وكذلك من قبل الرئيس الأمريكي وكثير من ردود الفعل الأخرى وهذا ما يجعل هابرماس يقول "إن الأرثوذوكسيات المتحجرة مازالت موجودة في الغرب كما في الشرقين الأدنى والأقصى، بين المسيحيين واليهود كما بين المسلمين".

ولذا يرى هابرماس أنه لكي نتجنب حربا بين الحضارات فعلى الغرب أن يتفهم أكثر التوترات التي تحصل في البلدان الأخرى خصوصا في الشرق الأوسط على أنها نتيجة لتحولات العالم وعولمته. العوالم تستعد لتطوير لغة مشتركة وكل هذا العنف من أجل إيقاف هذا التطوير والتقارب. إلا أن الإشكال هو أنه في المجتمعات المعلمنة أو التي تسير في طريق العلمنة لا تبدو الأمور واضحة بشأن دور الدين في المجتمع. 

"صراع الإرث بين الفلسفة والدين" عنوان فرعي في هذا الفصل يستعرض فيه هابرماس علاقة الفلسفة الألمانية بالدين. ابتداء أدى ارتباط المسيحية بالفلسفة الهيلينية إلى اتحاد وثيق بين الدين والميتافيزيقا إلى أن وضع كانط حدا لذلك. إذ رسم حدودا صريحة بين الإيمان الأخلاقي في الدين العقلاني والإيمان الوضعي بالوحي. مع هيجل، يقول هابرماس نصل إلى "عقيدية الأنوار" الخالصة. هزئ هيجل بانتصار العقل، فبدل العقل الذي "يفرض حدودا" ظهر عقل مستأثر. 
إلا أن تلامذته خرجوا من هذا اليأس وكما يقول هابرماس أن ما أرادوه لم يكن قد تجاوز الدين في الأفكار بل تحقيق مضامينه في شكلها الدنيوي عبر جهد مشترك من التكافل. يتمثل هذا في نقد الدين في أعمال فيورباخ وماركس إلى بلوخ وبنيامين وأدورنو.

إلا أن هابرماس يرى أن المساحة التي تفصل بين الفلسفة والدين هي بالفعل أرض قابلة للتفجير. فالفلسفة تقع بسهولة في إغراء الإدعاء لنفسها في شيء من التقديس وهنا بالذات تتحول إلى دين. كما أن الديانات باستمرار تتحول مع التاريخ إلى الدنيوي وتتخلى عن تعاليها. وهذا التشابك يظهر جليا في مناقشة الهندسة الوراثية اليوم بين الدين والعلم والفلسفة. 

وفي الختام يعود هابرماس ليصيغ السؤال الذي شغله باستمرار ويلخص أطروحته حول تحكم الإنسان في الهندسة الوراثية لإنسان آخر ويقول: "ألا يدمر الإنسان الأول، الذي يحدد في كينونته الطبيعية إنسانا آخر تبعا لإرادته الطيبة، بعمله هذا الحريّات المتساوية الموجودة بين المتساوين بالولادة بهدف ضمان الفرق فيما بينهم؟".

كتاب مستقبل الطبيعة الإنسانية : نحو نسالة ليبرالية من تأليف يورغن هابرماس والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف