النصوص الأدبية التي تضمنها هذا الديوان من الشعر المنثور أو ما يعرف بقصيدة النثر يحمل في طياته العديد من الأفكار والمشاعر، يستعرض الشاعر مراحل حياته وتجاربه من خلال قصائد ساخرة ومؤثرة ، حيث يتناول موضوعات متنوعة تشمل الطفولة، الأبوة، الأسرة، والمجتمع.
يعكس العنوان مضمون الديوان بشكل رمزي. يبدو أن الشاعر يتحدث عن تجربته الشخصية وتطوره عبر الزمن، وكيف أثرت العلاقة مع والده على حياته.
العنوان يحمل في طياته الاعتذار أو البشارة للأب الراحل، ويعكس السؤال الذي يطرحه الأب على ابنه: "متى تكبر؟"، والذي يعكس التحولات والتجارب التي يمر بها الإنسان.
ديون "كبرتُ كثيرًا يا أبي" هو رحلة عبر الزمن والذكريات، حيث يستعيد الشاعر لحظات الطفولة والبراءة التي قضاها برفقة والده. يتناول الديوان العلاقة المعقدة بين الأب وابنه، وكيف تتغير هذه العلاقة مع تقدم الابن في العمر.
"كبرتُ كثيرًا يا أبي" ليس مجرد عنوان، بل هو اعتراف بالتغيرات التي لا مفر منها والتي تجلبها السنوات. إنه يعبر عن الحنين إلى الماضي والامتنان للحاضر، والأمل في المستقبل حيث يستمر الابن في حمل إرث والده ، من خلال الصفحات، نشهد تطور الابن من طفل يعتمد على والده في كل شيء إلى رجل يقف على قدميه، يحمل معه القيم والدروس التي غرسها فيه والده ، كما يعكس الديوان النضج والتحولات التي تحدث في الحياة، وكيف أن الأدوار تتبدل بين الأب وابنه مع مرور الوقت.
يتناول الشاعر مراحل الحياة بأسلوب مشبع بالصور والذكريات، يستخدم قصيدة النثر ليروي تجاربه ويعبر عن مشاعره بشكل صادق وشفاف.
يتناول موضوعات مثل الطفولة، الشباب، والشيخوخة، ويضمن محمولات اجتماعية وثقافية ، يتجنب الشاعر الانغماس في الحنين أو النوستالجيا، ويسعى للتعبير بأسلوب مباشر ومعاصر ، ويستخدم الصور والمشاهد الواقعية لينقل تجاربه بشكل ملموس.
في كل فصل، يقدم الشاعر تأملات عميقة عن الحياة، الحب، والفقدان، مما يجعل القارئ يتأمل في علاقاته الخاصة ويقدر اللحظات التي يعيشها. إنه ديوان يترك أثرًا في النفس، يدعونا للتفكير في أهمية العائلة والروابط التي تجمعنا.
في الختام، يعد "كبرتُ كثيرًا يا أبي" عملًا شعريًا مميزًا يجمع بين الصدق والجمال. يعكس تجربة الشاعر ويتيح للقارئ الاستمتاع بالكلمات.
كتاب كبرت كثيرا يا أبي من تأليف عبد المجيد التركي والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف