البابا الأخضر pdf

"تحجر رئيس الشركة عندما أحيط علماً بإنهيار سياسته في قضية "الفروتاميل"، أمّا جوماكر تومبسون المساهم الرئيسي حالياً في أضخم شركات الثمار فقد حلّ محله، كان يسمع خطاه، خطى زارع الموز، وعلى أرضية الخشب الثمين اللمّاعة كانت تنعكس، من أسفل إلى أعلى، صورة البابا الأخضر، كان يدخل متأبّطاً ذراع أوريليا... يتبعه الأصدقاء والأعداء، وبينهم هربرت كريل، كريل آخر سمكة من الأسماك الصغيرة التي يقتات منها الحوت الأزرق".

من هذا المقتبس ندلف إلى رواية "البابا الأخضر" للروائي الغواتيمالي "ميغيل أنخيل أستورياس" الحائز على جائزة نوبل وجائزة لينين في الرواية، ليشكل إطلالة مناسبة على متن الرواية وأحداثها التي تتناول في جوهرها موضوع الهجرة والطموح الإنساني الذي لا تجده حدود، وليكشف لنا السرد أن النجاح والمال لا يغني عن الحب، تلك هي حال بطل الرواية، قرصان أمريكي أشقر اللون يجوب البحار متاجراً بالأسلحة والنساء - إلى أن يتمهن زراعة الموز ينشر "الإخضرار" - أينما حل - وعندما يقرر حسم أمره بمزيدٍ من الغنى والتفوق.

يتقدم بخطى مدمرة زارعاً الرعب في السكان المحليين حارقاً مزارعهم بحجة إستئصال الأوبئة، ويستمر القرصان وهو "جوماكر توميسون" في مسيرة التدمير والنهب والقتل على ساحل البحر الكاريبي الذي يعج بمختلف الجنسيان والألوان، يجمعهم (علم أبيض، زنوج، مولدون، آسيويون وأوروبيون) أناس يدفعون ثمناً من أجل العطسة، في مقابل فئة أخرى تتمتع بالثراء الفاحش.

عبر هذا الفضاء تدور أحداث الرواية (أمريكا اللاتينية) لتعكس صورة من صور إستغلال الفقراء المزارعين في خمسينيات القرن العشرين، وتفضح علاقة ملاكي الأراضي بالعبيد (الزنوج)، حيث يواصل قرصان البحر رحلة القرصنة براً تحت اسم تيشيري "البابا الأخضر... ملك الموز". 

رواية البابا الأخضر من تأليف ميغل أنخل أستورياس والحقوق الفكرية والأدبية للرواية محفوظة للمؤلف