المؤلف | محمود محمد علي |
---|---|
التصنيف | فلسفة ومنطق |
القسم | فلسفة العلوم |
اللغة | العربية |
حجم الملف | 1.75 ميجا بايت |
نوع الملف | |
التحميلات | 6 تحميل |
كتاب النحو العربي وعلاقته بالمنطق pdf, تحميل كتاب النحو العربي وعلاقته بالمنطق pdf - محمود محمد علي, تحميل مباشر من مكتبة كل الكتب, كتاب النحو العربي وعلاقته بالمنطق مصنف في قسم فلسفة العلوم, كتب محمود محمد علي pdf, يمكنك تحميل كتاب النحو العربي وعلاقته بالمنطق برابط مباشر فقط انقر على زر تحميل كتاب النحو العربي وعلاقته بالمنطق pdf مجاناً وسيتم التحميل فوراً دون التوجيه لمواقع اخرى |
تعد قضية العلاقة بين المنطق والنحو من أدق موضوعات فلسفة اللغة وأصعبها تناولا ، ويهتم بها المناطقة والفلاسفة والنحاة منذ أقدم العصور ، بل من قبل أن يصيغ أرسطو المنطق ويضع قواعده ؛ فلقد نشأ المنطق مرتبطاً بالجدل الفكري والنحوي الذي ساد القرن الخامس وشطرا من القرن الرابع قبل الميلاد عند كل من المدرسة الأيلية وجماعة السوفسطائيين ، وليس أدل على ذلك من أن أعمال السوفسطائيين الخاصة بالنحو قد حملت في ثناياها بذورا منطقية أكيدة ، فقد أرجعوا التصور ( المعنى ) إلي اللفظ مما يسر لهم أن يجعلوا من الجدل وسيلة للانتصار على الخصم ، ومعنى هذا أن السوفسطائيين قد بحثوا في النحو فأدى بهم إلي المنطق.
ويقال إن أرسطو(384 -322ق.م) قد توصل إلي كثير من التصنيفات المنطقية خلال دراسته للنحو اليوناني ؛ حيث ذهب إلى أن الكلام يعبر بدقة عن أحوال الفكر ، وأن المرء في وسعه أن يستعين بالقوالب النحوية لكي يكشف عن أحوال الفكر ، فالنحو ينظر إلى الألفاظ من ناحيتين : من ناحية وجودها مفردة , فيقسمها إلي أسماء، وأفعال وحروف ، ومن ناحية ارتباطها في جملة معينة . ونفس الشئ يقال عن الفكر الذي ينقسم إلي الأفكار المفردة وهي تصورات ، والأفكار المرتبطة وهي القضايا أو التصديقات ، وعلى هذا فتقسيم أرسطو للأفكار إلي تصورات وتصديقات ,هو تقسيم مأخوذ أصلا من النحو.
بل إن البعض يرى أن قائمة المقولات الأرسطية قد أخذها أرسطو أيضا من النحو ، والدليل على ذلك أن مقولات أرسطو تقوم على تقسيم الكلام إلى أجزائه : فالجوهر يقابل الاسم ، والكيف يقابل الصفة ، والكم يقابل العدد، والإضافة تقابل صيغ التفصيل ، والأين والمتي يقابلان ظرفي المكان والزمان , والفعل والانفعال والوضع تقابل الأفعال المتعدية والمبنية للمجهول واللازمة على التوالي ، والملك يقابل صيغة الماضي في اليونانية Para Fait إذ يدل على الحالة التي يملكها الشخص نتيجة فعل فعله .
وازدادت على أيدي الرواقيين الصلة بين المنطق والنحو ؛ فقد قسموا المنطق إلى الخطابة التي هي نظرية القول المتصل ، وإلى الديالكتيك وموضوعه القول المنقسم بين السائل والمجيب ، ولا تكاد ترتبط الخطابة عندهم بالفلسفة ، أما الديالكتيك فيعرفونه بأنه فن الكلام الجيد ، ولما كان الفكر والتعبير وثيقي الارتباط ، فقد انقسم عندهم الديالكتيك إلي قسمين : قسم يدرس التعبير ، وقسم يدرس ما يعبر عنه ؛ أي اللفظ والفكر .
واستمرت الصلة وثيقة بين المنطق والنحو عند المفكرين اللاحقين على أرسطو والرواقيين ، حتى بعد أن اختلط منطق أرسطو بالمنطق الرواقي Stoic Logic عند مفكري ما قبل وما بعد الميلاد من أمثال شيشرون Cicero (106-43 ق. م) , و جالينوس Galen (129-200م) , و سكتوس أمبريكس Sextus Empiricus (160-210م ), وغيرهم .
وقد زادت درجة الصلة ما بين المنطق والنحو توثيقاً عند مفكري ما بعد الميلاد ، وذلك بفضل علم جديد هو القانون الروماني ، الذي احتاج واضعوه إلي التسلح بمزيد من المنطق والنحو يساعدهم في اشتقاق الألفاظ ، وتكوين المصطلحات الجديدة للتعبير بها عن الحالات القانونية والاجتماعية التي كانت تطرأ عليهم كل يوم .
وإذا انتقلنا إلي العالم الإسلامي , نجد أنه من الصعب أن نصف النحو العربي في مراحله الأولى ( وخاصة القرن الأول الهجري ) ، بأنه تأثر بمنطق أرسطو ؛ وذلك لكثرة ما ضاع من أعمال النحاة الأوائل ، علاوة على أن التاريخ لا يقدم شيئا ماديا مؤكدا عن اتصال النحاة الأوائل ، اتصالا مباشرا بالمنطق الأرسطي , ولذلك فالحكم بوجود علاقة بين النحو العربي ومنطق أرسطو في المراحل الأولى فيه شيء من التسرع أو الإيغال في التعميم .
صحيح أننا لا نعرف على وجه الدقة متى عُرفت أعمال أرسطو المنطقية طريقها إلى نحاة العرب ، إلا أن البحوث تذكر أن العرب اتصلوا بالمنطق الأرسطي من طريقين: الأول- ما قدمه النحاة السريان، والثاني- ما تمت ترجمته من هذا المنطق إلي العربية .
كتاب النحو العربي وعلاقته بالمنطق من تأليف محمود محمد علي والحقوق الفكرية والأدبية للكتاب محفوظة للمؤلف